مكانة المرأة في الإسلام

رُفعت مكانة المرأة في الإسلام منذ أن نزلت الرسالة السماويّة وبدأت الدعوة المحمّدية مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فأبطل الإسلام العديد من العادات

وضع الإسلامَ ضوابط وحدود لجميع أصناف البشر وقد خاطب الرجال والنساء على السّواء وعاملهم بطريقةٍ شبه متساويةٍ، وتهدفُ الشريعةُ الإسلاميةُ بشكلٍ عامٍ إلى تقديم تعريفاتٍ دقيقةٍ للمرأة عمّا لها من حقوق وأبدى اهتمامًا شديدًا بضمانها، فالقرآنُ والسنّةُ يحُضَّان على معاملة المرأة بعدلٍ ورِفقٍ وعَطفٍ، ولقد بيّن الله -سبحانه وتعالى- أنّ الرّجال قوّامون على النساء في سورة النساء، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}، كما أوجب على الرّجل احترامهنّ وتقديرهنّ، قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، وممّا لا شكّ فيه أن مكانة المرأة في الإسلام أخذت منحىً عظيمًا، فرفع مكانتها وأعظمَ شأنها.


مكانة المرأة في الإسلام


مكانة المرأة في الإسلام

الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام وفي المجتمع والحديث حول حقوقها نال نصيبًا وافرًا من الأبحاث والمواضيع المطروحة في هذا المجال، فقد رُفعت مكانة المرأة في الإسلام منذ أن نزلت الرسالة السماويّة وبدأت الدعوة المحمّدية مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فأبطل الإسلام العديد من العادات والتقاليد التي انتشرت في الجاهليّة والتي أساءت للمرأة، منها وأد البنات وحرمانها من الميراث ومعاملتها على أنّها جارية، حتّى جاء الإسلام و وضع القاعدة الثابتة التي تجعل النساء والرجال بعضهم من بعض، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. ولفهم مكانة المرأة في الإسلام لا بدّ من فهم أنّ النّظرة الشاملة التي فرضها الإسلام هي من منظور الخالق -سبحانه وتعالى- لا من منظور البشر أو من منظور الرّجال أو النساء للجنس الآخر، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- أساس التّعامل في كافّة الشؤون العامّة بين الجنسين قائمٌ على المساواة، ذلك ما لم يخصّ فريقًا بتشريعٍ يناسب الطبيعة العامّة لكل جنسٍ على حدا، وعلى ذلك تأخذ المساواة عديد الجوانب منها:

* المساواة في بداية الخلق والنشأة : لم يفرّق الإسلام بين الرجل والمرأة منذ النشأة الإنسانيّة الأولى، وقد دلّ على ذلك قول الله تعالى في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وفي سورة الأعراف قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.

* المساواة في الأجر والثواب عند الله : فالتّقوى والعمل الصّالح لا يفرّق بين ذكرٍ أو أنثى، لكلٍّ أجر ما عمِل من الصّالحات، قال تعالى في سورة النحل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وفي سورة غافر قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

* المساواة في العقاب : فكما جعل الله -سبحانه وتعالى- المساواة في الثواب للرجل والمرأة فقد جعلها في العقاب لمن حاد عن الصراط المستقيم وارتكب إثمًا مبينًا، قال تعالى في سورة النور: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}،وفي سورة المائدة قال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

فالمرأة في المجتمع هي اللبنة الأولى والأساس في تأسيس الدّين القويم، لما لها من دورٍ عظيمٍ في تربية الأبناء، فمن كانت تهتدي طريق الصراط المستقيم وتمشي بنور ما أمر به الله تعالى في كتابه وسنّة نبيّه محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- فقد وضعت المرأة حجر الأساس الأول لبناء المجتمع الصّالح، وعلى ما تتحمّله المرأة في سبيل ذلك فقد جعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- شكر الأمّ والإحسان لها وحسن صحبتها من أهمّ الواجبات على الإنسان، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: "أنَّ رجُلًا جاء إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقال: يا رسولَ اللهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحابَتِي؟ قال: أُمُّك، قال: ثُمَّ مَن؟ قال: أُمُّك، قال: ثُمَّ مَن؟ قال: أُمُّك، قال: ثُمَّ مَن؟ قال: أبوك، ثمَّ الأقرَبُ فالأقرَبُ".


تكريم الإسلام للمرأة

تزامنًا مع الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام وجب الحديث عن إكرام الإسلام للمرأة، ومما لا شكّ فيه أنّ رفع مكانة المرأة في الإسلام هو أحد أعظم مظاهر التكريم، فلقد جاء الإسلام ليصحح النظرة الجاهليّة للمرأة على أنّها أداةٌ للمزاج يقتنيها الرّجل، فوضع لها حقوقها وفرض عليها واجباتها، وأمرها بما يحفظها من الأذى والعيون الجشعة، من خلال الستر والحجاب والابتعاد ما أمكن عن مخالطة الرّجال، ونهى الرجال عن ضربها بغير عذرٍ، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الصّحيح من الحديث: "لا يَجْلِدُ أحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ العَبْدِ، ثُمَّ يُجامِعُها في آخِرِ اليَومِ"، وذلك من باب وجوب الإحسان للمرأة في معاشرتها، فجعله واجبًا وتكليفًا للزّوجين.


 صور من رحمة النبي بالنساء

إنّ من أبرز صور مكانة المرأة في الإسلام هي ما تقتضيه حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حسن المعاملة مع النساء، وذلك بجعله النساء شقائق الرجال في الأحكام إلّا فيما اختص فيه طبيعة أجسادهن، ولقد روت أمّ المؤمنين زينب بنت جحش واحدة من صور رحمته -صلّى الله عليه وسلّم- بالنساء، يقول الحديث: "عن زينبَ أنَّها كانت تَفْلي رأسَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- وعندَهُ امرأةُ عثمانَ بنِ عفَّانَ ونساءٌ منَ المُهاجراتِ وَهنَّ يشتَكينَ منازلَهنَّ أنَّها تضيقُ عليْهنَّ ويخرُجنَ منْها فأمرَ رسولُ اللَّهِ -صلّى اللَّه عليه وسلم- أن تورَّثَ دورَ المُهاجرينَ النِّساءَ فماتَ عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ فوُرِّثتْهُ امرأتُهُ دارًا بالمدينةِ"، وقد كان رسول الله لا يأنف أن يمشي مع الأرامل واليتامى والقيام بحاجاتهن.


الأم في الإسلام

أوجب الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام تناول موضوع الأم وتعامل الإسلام معها، فلقد أوصى الله -سبحانه وتعالى- بالإحسان إليها وبرّها، ولقد عرّفنا الله -عزّ وجلّ- بقدر الأمومة في الوالديّة بقوله تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، وفي سورة لقمان قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}. 


الزوجة في الإسلام

الشموليّة في جميع مناحي الحياة واحدة من الخصائص المميّزة للدّين الإسلاميّ، فلم يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلّا وقد تناول حكمها وتفصيلها الشرعيّ، ونزلًا عند الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام كان لزامًا ذكر الزوجة وبيان حقوقها وواجباتها كما وردت في الشريعة الإسلاميّة، فللزّوجة على الزّوج حقوق عديدة منها حقّ المهر وحقّ النفقة وحقّ السكنى، وفي الحقوق اللامادّيّة حقّ حسن المعاشرة وحقّ العدل والمساواة في حال تعدّد الزوجات، وقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيّ في حجّة الوداع قال: "فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ، فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ".


السيدة مريم عليها السلام

تبوأت السّيدة مريم بنت عمران -عليها السّلام- مكانةً عظيمةً في قلوب المسّلمين، فهي امرأةٌ صالحةٌ عابدةٌ لله ربّ العالمين، وكيف لا يكون للسيّدة مريم -عليها السّلام- شأنًا عظيمًا وربّ العالمين قال في سورة آل عمران: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، وقد جعلها وابنها نبي الله عيسى -عليه السّلام- فارقٌ ما بين أهل الإيمان وأهل الشّرك، فمن آمن بالله وحده لا شريك له وصدّق بنبوة نبيّ الله عيسى وصلاح أمّه مريم -عليهما السّلام- فقد كان من أهل الإيمان، فالسّيدة مريم هي من أفضل نساء الجنّة ، ولعلّ قصّتها ومكانتها أبرز صورة عن مكانة المرأة في الإسلام.


 السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين

 خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، وهي من أفضل نساء الأمّة، كانت -رضي الله عنها- تتّصف بالعقلانية والجلال والكرم، وهي من أهل الجنّة، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُثني عليها ويفضّلها على سائر أمّهات المؤمنين، وهي أوّل من أسلم من النساء وآمنت ودعمت وناصرت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بدعوته ونشر رسالته، تقول السيّدة عائشة: "ما غِرْتُ علَى نِسَاءِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إلَّا علَى خَدِيجَةَ وإنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قالَتْ: وَكانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فيَقولُ: أَرْسِلُوا بهَا إلى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ، قالَتْ: فأغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلتُ: خَدِيجَةَ، فَقالَ: رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا".


آيات قرآنية عن المرأة

عرض القرآن الكريم العديد من المظاهر التي أعلت من مكانة المرأة في الإسلام، وقد خصّ القرآن سورتان خاصّتان في النساء منها سورة النساء والثانية سورة الطلاق، وفيما يأتي بعض الآيات القرآنية عن مكانة المرأة في الإسلام: 

* العموميّة في الصّالحات والثواب : وعلى ذلك فإن على المرأة مسؤوليّةٌ عامّةٌ فيما يختصّ بالدّعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد إلى الفضائل، قال تعالى في سورة التوبة: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

* الاهتمام لأمرها وتقديرها : فقد نزلت سورة المجادلة وتناولت في بدايتها آياتٍ تحكي عن قصّة المجادلة التي اشتكت زوجها لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.


أحاديث عن مكانة المرأة في الإسلام

أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالمرأة في حفظها وصونها وإكرامها والإحسان لها، فقد كان -صلّى الله عليه وسلّم- دائم الحرص على الرفع من شأن المرأة في المجتمع الإسلاميّ، وفيما يأتي أحاديث حول مكانة المرأة في الإسلام:

* قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا".

* عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إنَّما النساءُ شقائقُ الرجالِ".

* وفي حديثٍ حسن المسند روى طلحة بن معاوية السلمي: " قال أتيتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ إني أريدُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ تعالى، فقال: أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ فقلتُ: نعمْ، فقال:الزم رجلها فثمَّ الجنَّة".

* عن أبو سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: "إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاءِ".

* روى المقدام بن معد يكرب الكندي في السلسلة الصحيحة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم و بناتُكم و خالاتُكم، إنَّ الرجلَ من أهلِ الكتابِ يتزوجُ المرأةَ وما تُعلَّقُ يداها الخيطَ، فما يرغبُ واحدٌ منهما عن صاحبِه [حتى يموتا هَرمًا]


إرسال تعليق

© موقع قصص جامدة. All rights reserved.